نحن ندعم هذا المتصفح

صاحب المدونة

صاحب المدونة
أبو زياد

ابحث عما تريد

Loading

نصيحتي دائما

ما تقطع الواد حتى تبان حجارو.. وما تمشي في الليل حتى يطلع نهارو.. وما تصحب صديق حتى تعرف خبارو..

التوقيت بالدار البيضاء

من هنا يأتي الزوار

free counters

سحاب الحرية..

مثل السحاب المطِر إذا حمل الغيث لا يستثني قرية أو مدينة ليهطل المطر، ما دامت شروط المناخ مواتية لهطوله، فيغاث بذلك الناس ويسقى الحرث إيذانا بعام جديد مِلؤه الخير الوفير، كذلك تفعل نسائم الحرية إذا هبت على الأوطان، فلا تدري أين تحط رحالها، فقط توفر الشروط الذاتية والموضوعية لاستقبالها كفيل بأن تفعل فعلتها في تربة البلاد وعقول العباد، فتُحرر العبد وتعلي من شأن الحر.

تلكم هي الحرية التي لا سقف لها، فإما أن يكون المرء حرا ويفكر كما يشاء ويتحدث بما يشاء، أو يكون عبدا فيفكر كما يشاء الآخرون ويقول ما يمليه عليه الآخرون، فلا منزلة بين المنزلتين، وفي ظرف قياسي جدا تشكل ضمير عربي جديد اختار المنزلة الأولى، منزلة الحرية، التي لا مزحزح عنها بعد اليوم.
ويا لقسوة قلوب القائمين على أمور ديننا ودنيانا، ألم يكفيهم أنهم كانوا متحكمين في مآكلنا ومشاربنا، وكانوا عارفين بخرائط عقولنا وخلايا أدمغتنا. فقد أذاقونا شتى أصناف العذاب في سجوننا الكبيرة التي تسمى زُورا بلدانا. لكن مع صحوة الضمير خاب ظن هؤلاء، فلم تسلم الجرة هذه المرة، بعد أن كانت خلايا أدمغة الشباب الثائر نائمة لهنيهة بعيدا عن عيون الأنظمة التي لا تنام، تحضر لشيء ما في الخفاء، حتى أضحت هذه السنة سنة الخروج الأكبر.
وبعد إخفاق العيون في فك شفرات الحمض النووي لخلايا الأدمغة الشابة الجديدة عادت الأنظمة إلى عادتها القديمة، فكانت البندقية في الانتظار والأصبع على الزناد، فأعطيت إشارة الانطلاق والإطلاق … انطلاق الشعوب نحو الحرية وإطلاق الرصاص نحو صدور الشعوب، فسقط من سقط وتملق من تملق وتلون من تلون … تلك إذن ضريبة الحرية، تميز الخبيث من الطيب.
ومشاهد البطولة والشهامة التي رسمت في ميادين الحرية من أقصى بلاد العرب إلى أقصاها … في ميدان التحرير وساحة التغيير وساحة الكرام وساحة اللؤلؤة … ذكرتني بما درَّسوه لنا في روايات التاريخ المجيد للأجداد البواسل – ولو أن حكايات التاريخ الرسمي والمدرسي “شوهت” بطولات الأجداد بسردها الممل والمفروغ المحتوى لحد الآن على الأقل – تلك إذن صحوة عظمى من عصارة الماضي العريق ونكهات الحاضر المشرق تُقَدَّمُ مشروبا سائغا لأبنا المستقبل، وليست سحابة عابرة في يوم عابر، لأنها رفعت من قيمة المخلوق الآدمي قبل أن ترفع شعارات التغيير، حيث لا قيمة للشعارات والصراخ ما دام حاملها غير معتقد لها ولا متحرر من أغلال الماضي ومخاوف الحاضر وهواجس المستقبل.
abuiyad

0 التعليقات:

إرسال تعليق